جمعيَّة العميد تعقد ندوةً علميَّة بعنوان: (أثر اللغة العربيَّة في العلوم الدينيَّة) ...

48

2025/12/28

برعاية الأمانة العامَّة للعتبة العبَّاسيَّة عقدت جمعيَّةُ العميد العلميَّة والفكريَّة ومركز العميد الدَّولي للبحوث والدراسات والهيأة العليا لإحياء التراث ندوةً علميَّةً تحت شعار: (لغتُنا العربيَّةُ سيِّدةُ اللُّغات)، وبعنوان: (أثر اللغة العربية في العلوم الدينيَّة) صباح يوم الجمعة 26/ 12/ 2025م على قاعة الإمام الحسن (عليه السَّلام) في العتبة العبَّاسيَّة.

شهدت الندوةُ حضورَ عددٍ من مسؤولي الإدارة في العتبة العبَّاسيَّة، وأعضاء جمعيَّة العميد العلميَّة والفكريَّة، وعددٍ من السَّادة رؤساء الأقسام، وحضور جمعٍ من الباحثين، والمختصِّين، والمهتمِّين باللغةِ العربيَّة.

استُهلَّت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيِّد (محمد رضا الزبيدي)، تلتها قراءة سورة الفاتحةِ على أرواح الشُّهداء والعلماء، أعقبها النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة (لحن الآباء).

وأعقب ذلك كلمة الأمانة العامَّة للعتبةِ العبَّاسيَّة ألقاها الأستاذ الدكتور "سرحان جفات سلمان" أوضح فيها: إنَّ العلاقة الوجوديَّة بين اللغة العربيَّة وعلوم الدين الإسلامي تؤكِّد مكانة العربيَّة بوصفها أداة تفكيرٍ وفهمٍ في قضايا الدين ومقولاته، وهو ما تجلَّى في القرآن الكريم بنزوله بلسانٍ عربيٍّ مبين، ومن هنا حظيت العربيَّة بقداسةٍ خاصَّة، واقترن فقهها بفقه الدين، فغدا الدرس اللغوي طريقًا لفهم النصِّ القرآني وتعميق الوعي الديني.

وأضاف "سلمان" قائلًا: إنَّ العتبة العبَّاسيَّة، ممثَّلةً بسماحة المتولي الشرعي السيِّد أحمد الصافي، وبالتعاون مع أقسامها وجمعيَّة العميد، تسعى إلى جعل اللغة العربيَّة في صدارة اهتماماتها، مؤكِّدةً أنَّ اليوم العالمي للغة العربيَّة ليس مناسبةً عابرة، بل مشروعٌ ثقافيٌّ ممتدٌّ على مدار العام، من خلال فعاليَّات علميَّة وأدبيَّة تُسهم في النهوض بالعربيَّة وتعزيز حضورها في ظلِّ القرآن الكريم وتراثه الأصيل.

وتلتها كلمة جمعيَّة العميد العلميَّة والفكريَّة، ألقاها الأستاذ الدكتور علي كاظم المصلاوي، أكَّد فيها: إنَّ يوم اللغة العربيَّة ليس مناسبةً عابرة، بل هي لحظة وعيٍ متجدِّد نعود فيها إلى ينابيع الهويَّة الأولى، إلى اللغة التي صاغت العقل، وحملت خطاب الوحي إلى الإنسان، ففي هذا اليوم تُصغي الأرواح قبل الآذان، وتتهيَّأ العقول قبل المنابر؛ لأنَّنا نقف بين يدي لغةٍ ما زالت تحفظنا أكثر ممَّا نحفظها، وتمنحنا من نورها أكثر ممَّا نمنحها.

وبيَّن "المصلاوي": أنَّ هذه الندوة تأتي بوصفها امتدادًا لهذا الاحتفاء، لا باعتبارها أوراقًا بحثيَّة علميَّة فحسب، بل جسرًا يصل الحاضر بجلال القرآن، ويعيد تذكيرنا بأنَّ العلوم الشرعيَّة وُلدت من رحم العربيَّة، ونمت في ظلالها، وازدهرت بقواعدها وبيانها.

وتبع ذلك إلقاء قصائد شعريَّة احتفت بجمال اللغة العربيَّة؛ إذ ألقى الشاعر الحاج علي الصفار قصيدته بعنوان: (سيِّدة اللغات)، تلاه الشَّاعر محمد الياسري بقصيدته: (سفينة الجواهر).

ومن ثمَّ الشروع بالجلسة البحثيَّة التي ترأسها الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري، وناقشت أربع أوراقٍ بحثيَّة تناولت قضايا لغويَّة متنوِّعة، جاءت عنواناتها على النحو الآتي:
 - البحث الأوَّل للأستاذ الدكتور عباس علي حسين الفحام، وعنوانه: (لغة التوحيد القرآني).
 - البحث الثاني بعنوان: (الشريعة في ضوء العربيَّة نحو بناء منظومة فكريَّة دراسة في العلاقات العلميَّة والمنهجيَّة) للأستاذ الدكتور صالح كاظم عجيل الجبوري.
 - البحث الثالث بعنوان: (أثر الفكر النحوي في بناء قواعد أصول الفقه دراسة تحليليَّة في ضوء النظر اللغوي الفقهي) للأستاذ الدكتور حيدر جبار عيدان.
- البحث الرابع والأخير حمل عنوان: (المباحث اللغويَّة وأثرها في استنباط الأحكام الشرعيَّة) تقدَّم به الأستاذ الدكتور مهند مصطفى جمال الدين.
شهدت الجلسة تفاعلاً كبيرًا من الحاضرين؛ إذ طُرحت مجموعة من الأسئلة والمداخلات، وقابل ذلك إجابات وافية من الباحثين أوضحت مختلف الجوانب المطروحة.

واختُتمت الندوة بتكريم الباحثين والمشاركين بشهاداتٍ تقديريَّةٍ ودروعٍ تكريميَّة، تأكيدًا على أهميَّة دعم البحث العلمي والاهتمام باللغة العربيَّة بوصفها هويةً أصيلةً وأداةً للتواصل الثقافي والحضاري.