صدرَ حديثًا عن جمعيَّة العميد العلميَّة والفكريَّة كتاب جديد وسم:
بـ(لغتنا العربيَّة سيِّدة اللغات)، وهو الإصدار الحادي عشر- الجزء
الثالث ضمن سلسلة نشر، الذي جاء احتفاءً باليوم العالمي للغة
العربيَّة، وتأكيدًا على مكانتها الرَّاسخة وريادتها بين لغات
العالم.
ضمَّ الإصدار أربعَ أوراقٍ بحثيَّةٍ قيِّمةٍ قدَّمها نخبةٌ من أساتذة
اللغة العربيَّة في عددٍ من الجامعات العراقيَّة، ضمن ندوةٍ علميَّةٍ
أقامتها الجمعيَّة بعنوان ": العربيَّة في عيون مبصريها" وقد تميَّزت
الندوة بمشاركة أساتذةٍ من ذوي البصيرة النافذة ممَّن حُرموا نعمة
البصر؛ لكنَّهم قدَّموا رؤى عميقة وتحليلات رصينة عكست مكانتهم
العلميَّة وتمكُّنهم المعرفي.
وقد توزَّعت موضوعاتها بين قضايا لغويَّة عريقة وإشكالات معاصرة،
تضمَّنت الورقة الأولى، الموسومة بـ "الرؤى اللسانيَّة في قضيَّة خلق
القرآن"، التي أعدَّها الأستاذ الدكتور حيدر سلمان جواد الأنباري،
معالجة لسانيَّة دقيقة لإحدى القضايا الكبرى في الفكر الكلامي العربي،
استعرض فيها الخلفيَّات البلاغيَّة واللغويَّة المرتبطة بالجدل حول
خلق القرآن، وأثرها في فهم النصوص الدينيَّة؛ أمَّا الورقة الثانية،
التي حملت عنوان: "العمق الديني وأثره في عالميَّة اللغة العربيَّة"،
فقد اشترك في إعدادها الدكتور صادق حسين كنيج، والدكتورة بلسم محمَّد
صكبان، وقد سلَّطت الضوء على البعد الإيماني والروحي للغة العربيَّة،
ودوره في ترسيخ عالميَّتها وانتشارها الحضاري بين الشعوب، في حين
تناولت الورقة الثالثة، التي جاءت بعنوان "التعريب بين التراث
والمعاصرة" للدكتور صلاح كاظم داوود قضيَّة المصطلح العربي، والموازنة
بين الأصيل والمولّد، مع بحث في جهود التعريب بين المدارس اللغويَّة
القديمة والحديثة؛ واختُتمت الأوراق بـ الورقة الرابعة، الموسومة بـ
"الفصاحة في لغة الإعلام: نافذة على التحجيم والتغييب"، للباحث أسعد
عقيل شهاب المحنَّا؛ إذ تناولت ظاهرة تراجع الفصحى في لغة الإعلام
العربي المعاصر، ودرست الأثر السلبي للخطاب الإعلامي على الذوق اللغوي
العام، وما يترتَّب عليه من تحجيم للوظيفة التعبيريَّة والتأثيريَّة
للغة.
وفي الختام تُثمِّن جمعيَّة العميد جهود الأساتذة الأفاضل الذين أغنوا
هذا الإصدار بأبحاثهم العلميَّة الجادَّة، وما حملته من رؤى عميقة
وتحليلات رصينة أسهمت في تسليط الضوء على جوانب مهمَّة من قضايا اللغة
العربيَّة.
تجدر الإشارة إلى أنَّ جمعيَّة العميد العلميَّة والفكريَّة دأبت منذ
أعوام على إقامة هذا الاحتفاء سنويًّا، وبرعاية مباشرة من الأمانة
العامَّة للعتبة العباسيَّة، ليكون نشاطًا علميًّا وثقافيًّا
متجدِّدًا.
لقراءة وتحميل الكتاب إلكترونيًا اضغط
هنا