ببيان ختامي وتوصيات: جمعية العميد العلمية والفكرية تختتم فعاليات اليوم العالمي للغة العربية

329

2022/03/01

اختتمت يوم الجمعة (19 جمادى الأولى 1443هـ) الموافق لـ(24 كانون الأوّل 2021م)، فعاليات اليوم العالمي للغة العربية والذي اقامته جمعية العميد العلمية والفكرية وبرعاية الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وتحت شعار: (لغةُ الثقلَيْن: منبعُ الثراءِ اللغويِّ والفكريِّ في العَالَمِ) والذي حضره نخبة من اساتذة اللغة العربية وشخصيّاتٍ دينيّة وأكاديميّة من داخل العراق وخارجه، ختام الحفل جاء بالقاء بيان تلاه على مسامع الحضور الاستاذ الدكتور علي كاظم المصلاوي، جاء فيه:

الحمد لله الذي علّم القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان، والصلاة والسلام على أفصح الأنام محمد وآله مصابيح الهدى في سجف الظلام أمّا بعدُ

فقد أسبغ الله تعالى على العرب نعمه حين شرّفهم بنزول القرآن بلغتهم، ورفع  شأنها بين اللغات بما أودعه فيها من خصائص أهّلتها لحمل رسالة الإسلام إلى العالم فكانت الوعاء الحامل ثقافة ديننا الحنيف وتعاليمه وعلومه إلى الأمم الأخرى، ولم تحظ اللغة العربية بهذه المنزلة السامية اعتباطًا بل جاءت  نتيجة لما جعله الله تعالى فيها من كينونة متميّزة تجلت في مزايا جمّة كقدرتها على الاتساع في المعاني والاقتصاد في الألفاظ، وامتلاكها أسباب التجدّد والنمو والبقاء ممّا حدا بالجمعيّة العامة للأمم المتحدة الى الاعتراف بأنّها إحدى لغات العالم الحيّة، وجعلت اليوم الثامن عشر من كانون الثاني يومًا عالميّا للاحتفاء بها، وهو اعتراف تترتّب عليه مسؤوليّة العمل الجادّ والمخلص للحفاظ على سلامتها، والسعي إلى تحصينها من الغزو اللغويّ، بإصدار التشريعات، وسنّ القوانين لحمايتها، والدأب على نشرها، وإشاعة استعمالها فصيحةً، وتعليمها لغير الناطقين بها، بتسخير التقنيات الحديثة، وابتكار البرامج اللغويّة التعليميّة.

وهذا يتطلّب منّا جميعا وعيًا بأهميّة اللغة، والإيمان بتميّزها وتفرّدها بخصائص يندر وجودها في لغات أخرى .

ومن أجل ذلك أصدرت جمعية العميد العلمية والفكرية وثيقة العميد لإصلاح الواقع اللغوي لتكون دليلًا لعمل المؤسسات الثقافيّة وجامعاتنا، وخارطة عمل للحفاظ على سلامة العربيّة، وتوسيع رقعة النطق بها وتدعو الجمعية الجهات ذات العلاقة الى التعاون معها بتبادل الخبرات لتنفيذ بنودها، والعمل على إنجاز ما يترتّب عليها تحقيقًا لإرادة الله تعالى بالحفاظ على القرآن الكريم ولغته المتجسّدة في قوله تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وفّقنا الله تعالى لتحقيق إرادته وتنفيذ أوامره ومن الله سداد الخطى  وتمام التوفيق.

اما التوصيات فكانت كالآتي:

المحور الوطنيّ:

 -تتولّى الجهات المختصّة رسم السياسة اللغويّة في العراق بوضع الأسس والخطط لحماية اللغة العربيّة ونشرها بتشكيل لجان مختصة دائمة في وزارة التخطيط يشترك فيها ممثلون مختصون باللغة العربية من المجمع العلمي العراقي ووزارات التربية والتعليم العالي والثقافة والوقفين لوضع سياسات طويلة الأمد وخطط سنويّة لتطوير الواقع اللغويّ في العراق.

 - تفعيل قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربيّة ذي الرقم ٦٤ الصادر في عام ١٩٧٧وذلك بإصدار التعليمات الملزمة من أعلى السلطات التنفيذيّة لتطبيقه ، والسعي إلى تعديله بما يناسب الواقع الحالي بإقرار تعديلات تصدر من مجلس النواب العراقي.

 - تتولى الوزارات كافة والجهات غير المرتبطة بوزارة إعداد الخطط السنويّة لتطوير أساليب كتابة المراسلات والكتب الرسميّة وتأهيل الموظفين المختصين بتحرير الكتب الرسميّة ورفع كفاياتهم ومهاراتهم اللغويّة من خلال الدورات والمحاضرات والبرامج التدريبيّة في اللغة العربيّة

-  الالتزام باستعمال اللغة العربيّة الفصيحة في المؤتمرات والندوات العلمية والثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها وفي الحلقات النقاشيّة والتصريحات الرسميّة وفي المفاوضات واللقاءات مع الجهات الأجنبيّة.

المحور التربويّ:

-  تطوير تعليم اللغة العربية في رياض الأطفال والمدارس الابتدائيّة والثانويّة بالتعديل المستمر في مناهج تأليف الكتب المدرسيّة وتطوير وسائل التعليم بإدخال أحدث التقنيات في تعليم اللغات إلى المدارس وخلق المناخ اللغويّ في قاعات الدرس لتنمية مهارات التلاميذ والطلبة في النطق والكتابة.

-  الاهتمام بالمعلّم والمدرس وتحديث معلوماته وتطوير قابلياته في التدريس وزيادة آفاق اطلاعه على المستجدّات في تعليم اللغات لأنّ المعلّم أو المدرّس أهمّ أركان التعليم.

-  حثّ المدارس على خلق المناخ اللغويّ بالإكثار من فرص سماع التلميذ أو الطالب النصوص الفصيحة ونطقها من خلال الفعاليّات الثقافية والفنيّة كالتمثيل والحوار والمسابقات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وحفظ النصوص المأثورة عن النبي محمد صلّى الله عليه وآله وعن الأئمة المعصومين عليهم السلام.

المحور الجامعيّ:

_  الزام الهيآت التدريسيّة في الجامعات العراقيّة الرسميّة والأهلية كافة وفي الأقسام العلميّة والإنسانيّة باستعمال اللغة العربيّة الفصيحة في التدريس وتأليف الكتب المنهجيّة والمناقشات ووضع الضوابط الملزمة لتحقيق ذلك

-  تطوير أقسام اللغة العربية في كليّات التربية والآداب والعلوم الإسلاميّة بمراجعة مناهج التعليم وإدخال الوسائل الحديثة في تعليم اللغات وتزويد كلّ قسم بمختبر صوتيّ لتطوير مهارات الطلبة في نطق اللغة العربية وفهم أساليبها وحسن أدائها.

المحور الثقافيّ والإعلاميّ:

 - توجيه القنوات الفضائية ومحطات الإذاعة والصحف اليوميّة والاسبوعيّة باستعمال اللغة العربيّة الفصيحة فيما تبثّه وتنشره للمساهمة في تمكين المواطن من نطق اللغة العربيّة الفصيحة وذلك بالإكثار من المسلسلات والمسرحيات والبرامج الناطقة باللغة العربيّة الفصيحة وتدريب المذيعين والمذيعات ومقدّمي البرامج على استعمال اللغة العربيّة وضبط أساليبها وقواعدها لما لهذه الوسائل التواصليّة من أهميّة في ثقافة المواطنين كونها تدخل البيوت في كلّ يوم.

-  تتولّى الجهات ذات العلاقة إنتاج البرامج الإلكترونيّة التي تيسّر تعليم اللغة العربيّة الفصيحة للأطفال واستحداث الأساليب المشوّقة لتلقّيها ومتابعتها وحثّ ذوي المواهب من الكتّاب والمخرجين للارتقاء بها إلى أفضل المستويات.

المحور الدينيّ والاجتماعيّ:

 - تشارك المؤسسات الدينيّة والعتبات المقدّسة والمساجد والحسينيات في تطوير قابليات المسلمين على حفظ القرآن الكريم ومعرفة أساليبه ومواطن إعجازه وفهم دلالات ألفاظه ونصوصه ومعرفة الاستعمال الحقيقي والاستعمال المجازي فيه من خلال الأنشطة والفعاليّات في هذا المجال.

 - يتولّى علماء الدين وخطباء المساجد والمرشدون زيادة وعي الناس من الشباب والشيوخ بأهميّة الحفاظ على سلامة اللغة العربيّة واستعمالها من خلال خطب الجمعة والأعياد والمناسبات كافة.

 - العمل على زيادة الوعي الاجتماعي بأهمية اللغة العربية وأفضليتها ومكانتها العالية بين اللغات وعدم الانسياق وراء الحملات الدعائيّة التي تمارسها جهات مغرضة تهدف إلى النيل من الإسلام ولغة القرآن الكريم من خلال الحثّ على التباهي بنطق الألفاظ الأجنبيّة بدل ألفاظ اللغة العربية الجميلة وباستعمال المصطلحات الأعجميّة في أكثر المجالات العلميّة والاجتماعيّة.

-  تتولى أمانة العاصمة والبلديّات في المحافظات مراقبة استعمال الأسماء الأعجمية على واجهات المحلات التجاريّة والأسواق والنوادي والمحلات العامة واصدار التعليمات الصارمة لمنعها وفرض الغرامات على مستعمليها.

 - تتولّى الجهات الموقّعة على وثيقة العميد لإصلاح الواقع اللغويّ في العراق تنفيذ بنودها بجدّ وإخلاص وتسعى إلى توحيد كلّ الطاقات لإغنائها وبذل الجهود لإشراك المسؤولين في أعلى السلطات التشريعيّة والتنفيذيّة في مهمات تنفيذ بنودها وأن تكون هذه الوثيقة من الوثائق المهمّة التي تلتزم الدولة بتطبيق بنودها ولأجل ذلك وقّع ممثلو الجهات الساندة لها.